حبيبتي تنهض من نومها (مقتطفات)
بعض المقطتفات الفاتنة من الديوان:
*
حبيبتي..
فتَّشتُ عنها العيون
فلم أجدها.
لم أجد في الشجر
خضرتها..
فتَّشتُ عنها السجون
فلم أجد إلا فتاتَ القمر
فتَّشتُ جلدي..
لم أجد نبضها
ولم أجدها في هدير السكون
ولم أجدها في لغات البشر
*
لكل مناسبة لفظة
ولكن موتَك كان مفاجأة للكلام
وكان مكافأة للمنافي
وجائزة للظلام
*
الشمس كانت تجتسي ظِلَّنا
*
أكلتْ فرسي، في الطريق، جراده
مزَّقتْ جبهتي، في الطريق، سحابه
صلبتني على الطريق ذبابه!
فاغفري لي..
كل هذا الهوان، اغفري لي
انتمائي إلى هامش يحترق!
واغفري لي قرابه
ربطتني بزوبعة في كؤوس الورق
واجعليني شهيد الدفاع
عن العشب
والحب
والسخريه
عن غبار الشوارع أو غبار الشجر
عن عيون النساء، جميع النساء
وعن حركات الحجر.
واجعليني أحب الصليب الذي لا يُحب
واجعليني بريقًا صغيرًا بعينيك
حين ينام اللهب!
*
ثم قالوا: هي الحرب كرٌّ وفرٌّ..
ثم فروا..
وفروا..
وفروا..
وتباهوا.. تباهوا,,
*
حين كانت سياط جهنم تشرب جلدي
شربوا الخمر نخب انتصار الكراسي!.
حين مرت طوابير فرسانهم في المرايا
ساومونا على بيت شعر، وقالوا:
ألهبوا الخيل. كل السبايا
أقبلتْ أقبلتْ من خيام المنافي
كذبوا! لم يكن جرحنا غير منبر
للذي باعه.. باع حطين.. باع السيوف ليبني منبر
نحو مجد الكراسي!..
*
أنا آتٍ إلى ظل عينيك.. آتِ
من غبار الأكاذيب.. آتِ
من قشور الأساطير آتِ
أنت لي.. أنت حزني وأنتِ الفرح
أنتِ جرحي وقوس قزح
أنتِ قيدي وحريَّتي
أنتِ طيني وأسطورتي
أنتِ لي.. أنتِ لي.. بجراحك
كل جرح حديقه!
أنت لي.. أنت لي.. بنواحك
كل صوت حقيقه
*
فاذكريني.. إذا ما رسمت القمر
فوق وجهي، وفوق جذوع الشجر
مثلما تذكرين المطر
*
كانوا مسرعين
كعصافير المساء
*
شولميت انكسرت في ساعة الحائط،
*
كان يأتي، آخر الأسبوع كالطفل إليها
يتباهى بمدى الشوق الذي يحمله
قال لها: صحراء سيناء أضافت سببًا
يجعله يسقط كالعصفور في بلّور نهديها
*
وأحسَّت يده تشرب كفَّيها.
*
قال، والغيمة في حنجرته.
*
نحن في المذياع أبطال
وفي التابوت أطفال
وفي البيت صُوَرْ..
ليتهم لم يكتبوا أسماءنا
في الصفحة الأولى،
فلن يولد حيٌّ من خبر..
*
خجولاً كان، لا يطلب منها
غير أن تفهم أنَّ اللاجئين
أمةٌ تشعر بالبرد،
وبالشوق إلى أرض سليبه
وحبيبًا صار فيما بعد،
لكنَّ الشبابيك التي يفتحها
في آخر الليل.. رهيبه
*
كل أزهاركَ كانت دعوة للانتظار
ويداك الآن تلتفَّان حولي
مثل نهرين من الحنطة والشوك.
وعيناك حصار
*
وعلى أهدابنا عشب الجليل
*
يا حبي الذي حمَّلني
شرفاتٍ خلعتْها الريحُ..
أعتابَ بيوت
وذنوب.
*
الندى والنار عيناه،
إذا ازددت اقترابًا منه غنَّى
وتبخرت على ساعده لحظة صمت، وصلاه
آه سمِّيه كما شئت شهيدًا
غادر الكوخ فتى
ثم أتى، لما أتى
وجه إله!
*
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبه
وأنا لست مسافر
إنني العاشق، والأرض حبيبه!
*
وترعرعتُ على الجرح، وما قلت لأمي
ما الذي يجعلها في الليل خيمه
أنا ما ضيَّعتُ ينبوعي وعنوانَي واسمي
ولذا أبصرت في أسمالها
مليون نجمه!
*
ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
ظل طفلاً ضائع الجرح.. جبان.
*
لك عندي كلمه
لم أقلها بعد،
فالظل على الشرفة يحتلُّ القمرْ
وبلادي ملحمه
كنت فيها عازفًا.. صرت وترْ!
*
كان الجسر نعسانًا، وكان الليل قبِّعةً.
*
يحمي الحدود من الحنين
*
ولم يعرف أحد
شيئًا عن النهر الذي
يمتص لحم النازحين
*
كل العصافير التي لاحقتْ
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح،
كل السجون،
كل القبور البيض
كل الحدود،
كل المناديل التي لوَّحتْ،
كل العيونِ
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر!
*
عارٍ من الاسم، من الانتماءْ؟
في تربة ربَّيتها باليدين؟
أيوب صاح اليوم ملءَ السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين!
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أُمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
ومن يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس.. جنسيتي
فلتُسقطوا عني جواز السفر!
*
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألا نموت معك!
*
ولستَ نبيًّا،
ولكن ظلك أخضر
*
كانت حضارتنا بدويًا جميل
يحاول أن يدرس الكيمياء
ويحلم تحت ظلال النخيل
بطائرة.. وبعشر نساء
ولست نبيًّا
ولكن ظلك أخضر..
*
ففوق ضريحك ينبت قمحٌ جديد
وينزل ماء جديد
وأنت ترانا
نسير
نسير
نسير.
محمود يعرف شياطين الشعر وهم يعرفونه! |
تعليقات
إرسال تعليق